أطلق الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، تصريحًا ينفي فيه تهمته الجنائية الاتحادية المتعلقة بحيازته غير قانونية لوثائق تتعلق بالأمن القومي عندما ترك منصبه، وكذلك تهمة الكذب على المسؤولين الذين سعوا لاستعادة هذه الوثائق.
جاء هذا التصريح خلال جلسة المحاكمة التي عُقدت أمام القاضي جوناثان جودمان في محكمة اتحادية في ميامي. ومن المتوقع أن تستمر المعركة القانونية في الأشهر المقبلة، حيث يستعد ترامب للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، ويُشير الخبراء إلى أن المحاكمة قد تستغرق وقتًا طويلاً قبل أن تجرى. وجدير بالذكر أنه لم يُسمح بتصوير أو بث مباشر للجلسة.
ووفقًا لوكالة "أسوشيتد برس"، قدم والت ناوتا، المساعد السابق لترامب، أيضًا تصريحًا ينفي فيه التهم الموجهة إليه في القضية. وأفادت شبكة "سي إن إن" بأنه تم السماح لترامب بمغادرة المحكمة دون أي شروط أو قيود على السفر، ولم يكن هناك حاجة لضمان نقدي.
ووفقًا للتقارير، لم يتحدث ترامب أمام القاضية خلال جلسة الاستماع، وقام محاموه بالرد على التهم الموجهة إليه. يُذكر أنها المرة الثانية التي يمثل فيها ترامب أمام المحكمة خلال الأشهر الأخيرة، حيث قدم تصريحًا ينفي فيه التهم الموجهة إليه في نيويورك في أبريل/نيسان الماضي، والتي تتعلق بدفع أموال لممثلة أفلام إباحية للحفاظ على صمتها.
وكان ترامب قد وصل إلى محكمة في ميامي لمواجهة العديد من التهم الفدرالية المتعلقة بسوء التعامل مع أسرار حكومية، وهي أخطر تهم جنائية تواجهه، والتي قد تعرقل طموحاته في العودة إلى البيت الأبيض.
تم تعزيز إجراءات الأمن حول قاعة المحكمة الفدرالية في وسط مدينة ميامي، حيث تم توجيه التهم للرئيس الأميركي السابق في أول قضية جنائية فدرالية تستهدف رئيسًا سابقًا من الولايات المتحدة.
وعبر ترامب عن استياءه على منصته "تروث سوشيال" أثناء ذهابه إلى المحكمة، ووصف اليوم بأنه "يوم حزين في تاريخ البلاد"، معتبرًا المحاكمة ملاحقة سياسية له. تجمع العشرات من أنصار ترامب قرب قاعة المحكمة، حاملين قبعات تحمل شعار "لنجعل أميركا عظيمة مجددًا"، وكذلك لافتات تطالب باستهداف المحقق الخاص جاك سميث.
وأكدت مصادر قضائية أنه سيتم محاكمة ترامب بنفس الإجراءات المعمول بها لأي متهم آخر. سيتم أخذ بصماته الرقمية وسيتم تسجيل صورته في سجلات المحكمة، ولكن لن يتم نشر هذه الصور للجمهور.
يتم احترام حقوق الخصوصية والسرية في هذا السياق . وكانت الشرطة مستعدة للتعامل مع أي احتجاجات أو أعمال شغب محتملة، ولكن الأجواء كانت احتفالية مع بث محطة إذاعية محلية لموسيقى السالسا الكوبية.
وقد أكد ترامب أنه لن يعترف بالذنب، ولن يدلي بأي تصريح بعد انتهاء الجلسة. وأضاف قائلاً: "لم أرتكب أي خطأ، وقانون السجلات الرئاسية ليس جريمة. ليس هناك جريمة هنا، إنه أمر سخيف".
تتضمن لائحة الاتهام المكونة من 49 صفحة صورًا تظهر الصناديق التي كانت مكدسة في منتجع مارالاغو، مقر سكن ترامب في بالم بيتش، والتي كان من المفترض أن تكون في الأرشيف الوطني. رفض الرئيس اللائحة واعتبرها "سخيفة".
تم تعزيز الإجراءات الأمنية حول "محكمة ويلكي دي فيرغسون جونيور" في ميامي، حيث أعلنت جماعات يمينية نيتها التظاهر، بما في ذلك فرع محلي لمنظمة "براود بويز" المتطرفة.
فرانسيس سواريز، رئيس بلدية ميامي وعضو حزب الجمهوريين، أعرب للصحفيين عن أمله في أن يكون الثلاثاء يومًا سلميًا، وحث الناس على التعبير عن مشاعرهم بطرق سلمية.
بالإضافة إلى ذلك، يواجه الرئيس السابق تهمًا بالاحتيال المالي في نيويورك، حيث من المقرر أن تبدأ جلسات المحاكمة في مارس/آذار المقبل.
يحقق المحقق الخاص جاك سميث في دور ترامب في أحداث الكونغرس عام 2021 في قضية الوثائق السرية. وتجري تحقيقات على مستوى الولاية وفدرالية بشأن مزاعم تلاعب في نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020.
وقد تعرض بعض المشرعين الجمهوريين لانتقادات بسبب خطاباتهم التي قد تشجع على العنف، بما في ذلك النائب كلاي هيغينز من لويزيانا الذي دعا أنصاره إلى "شد الأحزمة"، والنائب أندي بيغز من أريزونا الذي كتب في تغريدة "بلغنا الآن مرحلة الحرب.. العين بالعين".
يُشار إلى أن منطقة جنوب فلوريدا تعرف بأنها "محكمة صاروخية"، وهو تعبير يشير إلى المحاكم التي تسعى لتحقيق العدالة بسرعة كبيرة. لا يُستبعد من قِبَل السلطات إتمام المحاكمة قبل الانتخابات العامة لعام 2024.
التركيز سيكون كثيرًا على القاضية أيلين كانون، التي عينها ترامب وتم اختيارها بشكل عشوائي لهذه القضية، وسيكون لقراراتها تأثير كبير على سرعة تقدم الأمور. وسيكون هناك قاض آخر يشرف على جلسة توجيه الاتهام.
سبق لكانون أن أصدرت سلسلة من الأحكام لصالح ترامب في هذه القضية، مما تسبب في تعطيل التحقيقات لعدة أسابيع قبل أن تقرر محكمة استئنافية أنها تجاوزت سلطتها.
تعليقات
إرسال تعليق