القائمة الرئيسية

الصفحات

جدل يرافق ظهور قارب فاخر يرفع العلم المغربي محاط بسفن حربية في المياه المقابلة لسبتة


المصدر

الصحيفة – إسماعيل بويعقوبي
الجمعة 12 شتنبر 2025 – 16:45


عرفت السواحل المقابلة لمنطقة "بينزو" بسبتة المحتلة صباح يوم الخميس حركة بحرية لافتة للانتباه وغير معتادة، حيث تم رصد قارب فاخر يرفرف فوقه العلم المغربي وهو يتقدم في عرض البحر محاطاً ببوارج حربية وسفينة أخرى، في مشهد أثار حالة من الفضول والتساؤلات لدى المتابعين، بالنظر إلى الطابع الغامض وغير المألوف لهذه التحركات البحرية في منطقة حساسة سياسياً وجغرافياً.

ووفق ما كشفته صحيفة "الفارو دي سوتا" الإسبانية، فإن المشهد كان مثيراً للانتباه بشكل خاص بسبب طريقة تنظيم السفن، إذ شوهدت ثلاث قطع بحرية مصطفة في خط واحد: القارب الفاخر في المقدمة، تليه سفينتان حربيتان تحيطان به في تنسيق عسكري واضح، بينما كانت سفينة أخرى ترافقهم من الخلف، متحركة من محيط منطقة "هاشو" باتجاه السواحل المقابلة لبليونيش.

وأضافت الصحيفة أن هذه التحركات لم تمر مرور الكرام، حيث التقطتها عدسات المتابعين من اليابسة، مما زاد من حجم التكهنات حول طبيعة الرحلة وهوية ركاب القارب الفاخر. وربط المصدر ذاته بين هذه الواقعة وبين حدث مشابه وقع في يوليوز من السنة الماضية، حين ظهر قارب فاخر مشابه في نفس المنطقة، وأثير حينها احتمال أن يكون ملك المغرب محمد السادس على متنه.

كما توقعت الصحيفة الإسبانية أن يتواصل الجدل على المستويين الإعلامي والمحلي حول ما جرى، خاصة أن الصورة التي تجمع بين قارب فاخر وسفن حربية في تلك المنطقة البحرية تطرح علامات استفهام كثيرة. ففي حين يرى بعض المتابعين أن الأمر يتعلق بزيارة ملكية غير معلنة للملك محمد السادس، يعتقد آخرون أن المشهد لا يعدو أن يكون جزءاً من تدريبات ومناورات بحرية روتينية تقوم بها القوات البحرية الملكية المغربية.

وللتذكير، فإن دخول العاهل المغربي المتكرر إلى سواحل سبتة كان دائماً يثير اهتمام المراقبين، خصوصاً بعد حادثة صيف سنة 2014، التي أدت إلى أزمة دبلوماسية بين الرباط ومدريد، حين لم يتعرف عناصر الحرس المدني الإسباني على يخت الملك عندما رسا على شاطئ المدينة، وحاولوا توقيفه، وهو ما تسبب آنذاك في حالة توتر بين البلدين دفعت الحكومة الإسبانية إلى تقديم اعتذار رسمي للمغرب.

ومنذ تلك الحادثة، تغيرت الأمور بشكل ملحوظ، حيث لم تتكرر مثل هذه الإشكالات، إذ أصبح دخول الملك محمد السادس إلى سواحل سبتة يتم في أجواء طبيعية دون اعتراض. كما أن الحرس المدني الإسباني بات أكثر دراية باليخوت التابعة للعائلة الملكية المغربية، ما يفسر أيضاً مرور يخت ولي العهد الأمير الحسن مؤخراً إلى مياه المدينة دون أي محاولة اعتراض من الجانب الإسباني.

وبهذا، يبقى ظهور القارب الفاخر وهو يرفع العلم المغربي محاطاً ببوارج حربية حدثاً محملاً بالدلالات، ويفتح الباب أمام العديد من القراءات والتأويلات، في انتظار توضيحات رسمية قد تضع حداً للتكهنات التي ترافق مثل هذه التحركات البحرية الحساسة.

أنت الان في اول موضوع

تعليقات